الأخت "بريدجيت" من كاريتاس: "غزة" العبور إلى دولة من العالم الرابع
الأخت "بريدجيت" من كاريتاس: "غزة" العبور إلى دولة من العالم الرابع
تروي الأمين العام للشؤون الإنسانية في مؤسسة كاريتاس القدس، الأخت بريدجيت تيغي، ما شاهدته في زيارتها الأولى لغزة، مؤكدة أنه على مدى أكثر من عقد، كان قطاع غزة بمثابة تجربة في العزلة البشرية، حيث تسببت سنوات الحصار في معاناة نفسية شديدة خاصة لنساء غزة.
ونقل الموقع الرسمي لمنظمة Trócaire "تروكير"، وهى وكالة التنمية الخارجية الرسمية للكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا، والتي تعمل بالتعاون مع "كاريتاس" الدولية، عن الأخت بريدجيت تيغي قولها: "عندما تذهب إلى غزة، فإن الأمر يشبه العبور إلى دولة من العالم الرابع.. كان ذلك أحد الأشياء التي صدمتني عندما زرتها لأول مرة".
وأضافت: "كل شخص في غزة في حالة قلق دائم.. وبخاصة النساء اللاتي يتحملن العبء الأكبر من القلق على أسرهن.. معظم النساء في غزة فقيرات أو فقيرات للغاية.. هناك نسبة صغيرة من النساء يعملن ولكن معظمهن ليس كذلك".
وفي مايو 2021، قُتل 256 فلسطينياً، بينهم 66 طفلاً و 40 امرأة، بعد 11 يوماً من العنف الشديد، بدأ الكثيرون في توديع أفراد الأسرة والأصدقاء خلال الهجوم الذي استمر 11 يوماً، خوفاً من موتهم في واحدة من أعنف الهجمات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وتابعت الأخت بريدجيت تيغي: "التأثير المروع المشترك على الاقتصاد، على النفس، على الصحة العقلية للأطفال.. إنها مأساة لا تنتهي".
وتروي الأخت بريدجيت تيغي، قائلة: "خلال زيارتي، تحدثت إلى إحدى موظفاتنا التي هي نفسها أم ولديها أطفال، أحدهم يعاني من إعاقة شديدة، لذا فهي تعاني حقاً. وقلت لها، آسيا، كيف حالك؟ وابتسمت وقالت أنا بخير شكراً لك، قلت آسيا كيف حالك حقاً وامتلأت عيناها بالدموع فقالت الحياة صعبة جداً جداً".
وقامت Trócaire وشركاؤها بتمويل العيادات الطبية المتنقلة التي تشتد الحاجة إليها لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والأطفال الذين يعيشون في غزة، حيث تركت سنوات من العنف والحصار والحياة في عزلة بصماتها.
وأوضحت الأخت بريدجيت أن أحد المكونات الرئيسية لهذا المشروع النفسي والاجتماعي هو الجمع بين النساء، حيث توجد إخصائيات نفسية في العيادة، حتى تستطيع النساء الحاضرات التعبير عن أنفسهن لمشاركة مشاكلهن، كما يتم تخصيص جلسات للأطفال".
وقامت Trócaire بتمويل مبادرات صحية مهمة أخرى في غزة لدعم الأطفال الذين يمرضون بسبب مصدر مياه ملوث قريب، والأطفال الذين يعانون من فقر مدقع والذين يعيشون بالقرب من محطات الصرف الصحي غير المعالجة.
وتعالج Trócaire أيضاً النساء الحوامل، وتمنحهن رعاية جيدة قبل الولادة، وتوفر لهن الفيتامينات والحديد وفحوصات ما قبل الولادة، حيث يعد الوصول إلى الرعاية الصحية تحدياً كبيراً في غزة، يجب على المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج في مستشفيات الضفة الغربية أو القدس الشرقية أولاً الحصول على الطلبات والمصادقة على تصاريح الخروج.
وفي عام 2019، بلغت نسبة الموافقة على طلبات المرضى لمغادرة قطاع غزة 65%، على مدى الأشهر القليلة الماضية، تفاقم الوضع الصحي بسبب فيروس كورونا ، حيث كافح الكثير من أجل الحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه.
وقالت Trócaire "يمكن لمرضى السرطان في غزة الحصول على العلاج الكيميائي ولكن لا يمكنهم الوصول إلى العلاج الإشعاعي لأن المعدات غير مسموح بها لأنه سيعتبر (استخداماً مزدوجاً)، إنهم يخشون من أن الأشخاص الذين ليس لديهم نوايا حسنة قد يأخذونها ويستخدمونها لشيء آخر".
ويُسمح للمرضى بدخول إسرائيل لتلقي العلاج الإشعاعي، لكن أثناء الإصابة بفيروس كورونا، كان السفر أكثر صعوبة.
ويُصنف أكثر من مليون شخص في غزة على أنهم "يعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجة متوسطة إلى شديدة"، وفقاً للأمم المتحدة، على الرغم من تلقي الكثيرين شكلاً من أشكال المساعدات الغذائية.
وتعد مشاركة المرأة في القوى العاملة من بين الأدنى في العالم حيث تبلغ حوالي 22%.
وقالت الأخت بريدجيت تيغي: "أنا مع كاريتاس ما يقارب سبع سنوات حتى الآن وعشت في الشرق الأوسط لفترة طويلة.. لا أعتقد أنني سأرى أبداً المعاناة والفقر اللذين أراهما هنا.. أحاول فقط تسهيل مساعدتهم بقدر ما أستطيع، ولهذا السبب أحب كاريتاس".
وحول ما تفعله Trócaire في غزة، قالت، الأخت بريدجيت تيغي: "أعتقد أنهم بارعون جداً في القيام بالضغط على المجتمع الدولي، خاصة الضغط على الولايات المتحدة و إسرائيل لفتح الحدود حتى يتمكن الناس في غزة من السفر ، إلى الخارج للدراسة أو العلاج.
وأضافت: "إن سكان غزة محرومون من التمتع بحقوق الإنسان الأساسية والحرية، كل يوم يضطرون إلى مستويات أعلى من الفقر والاعتماد على المساعدات وانعدام الأمن الغذائي والبطالة".